مراكش تحتضن مهرجان السينما الدولي في نسخته التاسعة

تلتقي مدينة مراكش بجنوب المغرب ابتداء من اليوم الجمعة 4 ديسمبر مع مهرجانها السينمائي السنوي الدولي، حيث تحتفي بالفن السابع العالمي والعربي والمحلي.

وهي التظاهرة التي أصبحت تستقطب أهم المبدعين السينمائيين العالميين والعرب على حد سواء من مخرجين ونجوم التمثيل والمنتجين ومدراء المهرجانات الدولية والنقاد المحترفين، مع أن المهرجان حديث الوجود مقارنة مع مهرجانات أخرى قديمة كمهرجان القاهرة الذي لم يفلح فيما نجح فيه مهرجان مراكش.

ألمانيا في الافتتاح
يمتد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش طيلة تسعة أيام في الزمن، إذ سيختتم يوم السبت 12 دجنبر، كما يمتد على كامل جغرافية المدينة بتوزيع أنشطته السينمائية المختلفة والمتعددة في فضاءات شتى تتوزع بين قصر المؤتمرات، بقاعاته المختلفة، والقاعات السينمائية بباقي أحياء المدينة، فضلا عن عروض هواء الطلق بساحة جامع الفنا الشهيرة وكذا بعض المؤسسات التعليمية منها المتخصصة في التلقين السينمائي.

تحتضن مدينة مراكش إذن هذا العرس السينمائي بكل حيثياته الفنية والثقافية والنجومية، حيث سيكون الافتتاح بفيلم ألماني (خارج المسابقة) بمناسبة السنة الثقافية الألمانية المغربية وأيضا بمناسبة الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين.

فلمان عربيان

سيتبارى 15 فيلما في المسابقة الرسمية تنتمي إلى 15 جنسية من أوروبا وآسيا والأمريكيتين، الشمالية والجنوبية، من ضمنها فيلمين من العالم العربي وهما "هليوبوليس" للمخرج أحمد عبد الله من مصر و"الرجل الذي باع العالم" للمخرجين الأخوين عماد وسهيل النوري من المغرب، البلد المضيف، أمام لجنة رسمية مكونة من 10 أعضاء يترأسها المخرج الإيراني عباس كيروستامي، وتتضمن في صفوفها فعاليات سينمائية من الجنسين، ومن **ات متعددة ذوي الاختصاص في الإخراج والكتابة والإنتاج والتمثيل منهم المخرج الفلسطيني إيليا سليمان والمخرج المغربي لحسن زينون.

ستُوزع هذه اللجنة أربع جوائز على الأفلام المدرجة في المسابقة الرسمية: الجائزة الكبرى التي تحمل إسم "النجمة الذهبية" وجائزة خاصة بلجنة التحكيم وجائزتين لأفضل ممثل وأفضل ممثلة.

ويتضمن برنامج المهرجان عروضا سينمائية موازية للمسابقة ضمن فقرات مؤُطرة، كفقرة "خفقة قلب" لأفلام معينة مختارة من مجمل الأقطار والمغرب أيضا، حيث سيمثله فيلم "تصدع" للمخرج هشام عيوش والفيلم المصري "إحك يا شهرزاد" للمخرج يسري نصر الله الذي سبق له المشاركة في المهرجان.

تكريم
وككل سنة كتقليد اختاره المهرجان منذ تأسيسه، يخصص المهرجان أمسيات لتكريم أسماء سينمائية لها صيتها في العالم وفي المغرب. إذ سيُكرم في الدورة التاسعة الحالية كل من المخرج البوسني أمير كوستيريكا والممثل الإنجليزي بن كينغسلي الذي يعرفه الجمهور من خلال تجسيده لدور الماهاتما غاندي، إلى جانب الممثل الأمريكي كريستوفير والكن والممثل الفرنسي من أصل مغربي سعيد التغماوي. هذا على صعيد الأفراد. أما التكريم الذي سيشمل سينمات بعض الأقطار، فقد تم اختيار كوريا الجنوبية نظرا لقيمتها الفنية وما راكمتها من تجارب استثنائية جعلت منها في السنين الأخيرة ظاهرة أثارت انتباه المجتمع السينمائي في العالم. وقد تم اختيار 43 فيلما يعود عمر بعضها إلى بداية الخمسينات مرورا بسنوات الستينات ووصولا ‘لى الإنتاج الجديد. وستتوزع هذه الأفلام على مختلف الفقرات المكونة للمهرجان فضلا عن 10 أفلام من تايلاند ضمن فقرة "نظرة على.."

وستتخلل العروض السينمائية كالعادة ندوات ولقاءات مع الجمهور وأخرى مع المتخصصين والنقاد والصحفيين المعتمدين في المهرجان من الأجانب والمغاربة دون إغفال "الدروس السينمائية" التي سيلقيها مجموعة من السينمائيين من ضمنهم أمير كوستيريكا والمخرج الأمريكي المستقل والمبدع جيم جامروش.

تقنيات خاصة

ومن أهم فقرات المهرجان التي تم اعتمادها في السنة الماضية (الدورة الثامنة)، وتقرر أن تصبح قارة باعتبارها تُنظم في أول مهرجان سينمائي في ألأقطار العربية والإفريقية، فتخص ضعيفي البصر أو الذين فقدوا البصر بصفة نهائية. إذ تقدم لهم عروض خاصة بتقنيات جديدة تعتمد على تفسيرات صوتية لأحداث الفيلم، فيتمكنون من متابعة ما يجري من أحداث وأشكال اللباس التي يحملها الممثلون، والأماكن التي يتواجدون بها أو وسائل النقل التي يركبونها إلى آخره.

وهذه التقنية تتم بدعم من القناة الألمانية/الفرنسية "أرتي"، وبذلك سمحت لأكثر من 113 فردا من ضعيفي البصر المشاركة في المهرجان الذين يتكفل المهرجان بإقامتهم. وفي نفس الإطار يتم خلال هذه الدورة تنظيم معرض فوتوغرافي يتميز بكون ضعيفي البصر هم من التقط الصور، اعتمادا على حسهم وحدسهم.